80050

نوفمبر 15, 2020

مركز المشرف التخصصي للأطفال يمكِّن طفلاً من التغلب على التأتأة

مركز المشرف التخصصي للأطفال يمكِّن طفلاً من التغلب على التأتأة

أبوظبي، 9 نوفمبر 2020 – تمكنت عيادة علاج النطق في مركز المشرف التخصصي للأطفال، الذي تديره الخدمات العلاجية الخارجية، إحدى منشآت شركة “صحة”، من علاج التأتأة عند طفل إماراتي يبلغ من العمر 10 سنوات. وكان الطفل يعاني من التأتأة منذ صغره مما أثر سلباً على ثقته بنفسه وتعامله  مع رفاقه، إلا أنه وبعد علاج استمر شهرين،  من جلسات علاج وجهاً لوجه وعبر الفيديو، تمكن من التغلب على تلك المشكلة.

 

وتعليقاً قالت الدكتورة أمل الجابري، مديرة مركز المشرف التخصصي للأطفال، “هذه القصة هي أحد القصص التي تدخل البهجة والسرور إلى قلوبنا لأنها لا تنعكس على الطفل فقط بل أيضاً على أهله وجميع من حوله. وهي مثال على أهمية الإلتزام بخطة العلاج لتحقيق أفضل النتائج. وتتميز عيادة النطق في مركز المشرف كونها ضمن منظومة خدمات تخصصية متكاملة للأطفال بحيث يمكننا معالجة جميع جوانب المشكلة سواء كانت عضوية أو نفسية.”

 

وتعالج عيادة النطق في مركز المشرف والطوية التخصصية للأطفال العديد من اضطرابات النطق التي تشمل تقييم وعلاج حالات التأتأة والسرعة المفرطة في الكلام، واضطرابات النطق، وحالات الخنف، والاضطرابات اللغوية وعسر القراءة، واضطرابات الصوت، والتأهيل السمعي واللغوي لذوي الهمم والمصابين بقصور السمع. وقد تم منذ بداية العام إجراء ما يزيد عن 400 جلسة لعلاج النطق ، كان من ضمنها 102 جلسة استشارة طبية عن بُعد، وهي آلية تم تطبيقها خلال جائحة كوفيد-19 لتسهيل وصول المراجعين إلى الخدمات الصحية.

 

وأوضح عماد الدين الربابعه، أخصائي أمراض النطق في مركز المشرف التخصصي للأطفال بأن من ضمن الحالات التي يتم علاجها في عيادة النطق حالات التلعثم والذي يُسمى أيضًا بالتأتأة أو اضطراب الطلاقة الكلامية الذي يبدأ في مرحلة الطفولة، وقد لاقت العديد من الحالات تحسناً ملحوظ.

 

يعرف التلعثم بأنه أحد أنواع اضطراب الكلام الذي ينطوي على مشاكل متكررة وشديدة في الطلاقة الطبيعية وتدفق الكلام، ويعرف الأشخاص الذين يتلعثمون ما يريدون قوله، ولكنهم يجدون صعوبة في التحدث به وقد يكرر أو يطيل كلمة أو مقطعًا أو صوتًا ساكنًا أو صوتًا من أصوات حرف العلة، أو يتوقفون أثناء الكلام لأنهم وصلوا إلى كلمة أو صوت يتسبب في مشكلة لهم.

 

ولفت بأن التلعثم يعد شائعاً لدى الأطفال الصغار كجزء طبيعي من تعلمهم التحدث، ويتلعثم الصغار حينما يكون كلامهم وقدراتهم اللغوية ليست متطورة كفاية لتتماشى مع ما يودون قوله ويكبر معظم الأطفال ويتخلصون من هذا التلعثم الذي يحدث خلال النمو. مشيراً أنه في بعض الأحيان، يكون التلعثم حالة مزمنة وتستمر في مرحلة البلوغ والذي يمكن لهذا النوع من التلعثم أن يؤثر على الثقة بالنفس والتعامل مع الأشخاص الآخرين.

 

وحول أبرز علامات وأعراض التلعثم، أشار عماد الدين بأنها قد تتضمن صعوبة البدء في نطق الكلمات أو العبارات أو الجمل، مد الكلمات أو الأصوات داخل الكلمات، تكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات والصمت القصير بين بعض المقاطع أو الكلمات أو توقفاً أثناء نطق الكلمة. إلى جانب إضافة كلمة إضافية مثل “امم” في حال ترقب صعوبة الانتقال للكلمة التالية، فرط توتر الوجه أو الجزء العلوي من الجسم لإخراج كلمة أو فرط تيبسهما أو حركتهما، القلق من الكلام وقدرة محدودة على التواصل بفعالية.

 

وذكر عماد الربابعه بأن  صعوبات الكلام الناجمة عن التلعثم، يصاحبها طرف الجفنين سريعاً، رعشة الشفتين أو الفك، حركات لا إرادية في الوجه، نفضات الرأس وشد  قبضة اليد. وقد يتفاقم التلعثم عند شعور الشخص بالإثارة أو التعب أو التوتر أو الخجل أو العجلة أو تحت الضغوط.  لافتاً بأنه يمكن للحديث أمام مجموعة من الأشخاص أو الحديث على الهاتف أن تكون صعبة بوجه خاص للمصابين بالتلعثم، ويمكن لأغلب المصابين التحدث دون تلعثم عند التحدث لأنفسهم أو الغناء.

 

ونوه عماد الربابعه بأنه من الشائع أن يمر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنتين وخمس سنوات بفترات قد يعانون فيها التلعثم، ويعد هذا الأمر جزءًا من تعلم التحدث. إلا أنه ينبغي زيارة المختص أو الطبيب في حال استمر التلعثم لأكثر من ستة أشهر، أو إذا أصبح مستمراً مع تقدم الطفل في العمر، أو في حال كان يحدث مع شد العضلات أو المعاناة بشكل واضح أثناء الحديث، بالإضافة إذا ما كان يؤثر على قدرة التواصل الفعال في المدرسة أو في العمل أو في التفاعلات الاجتماعية ويُسبب القلق أو المشكلات العاطفية مثل الخوف أو تجنب المواقف التي يتطلب التحدث خلالها.

 

وحول أسباب التلعثم، أوضح عماد الربابعه بأن هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دوراً في هذا الشأن، وتتضمن الأسباب الممكنة لحدوث الإصابة التلعثم التنموي وجود تشوهات في القدرة على التحكم في حركات الكلام، مثل التناسق الوقتي والحسي والحركي، يكون لها دور في هذا الشأن، العوامل الوراثية، تأخر نمو الطفل والعامل النفسي حيث يمكن أن يزيد الضغط النفسي في الأسرة أو التوقعات الأبوية المرتفعة أو الأنواع الأخرى من الضغوط من تفاقم حالة التلعثم الموجودة.

 

وحذر أخصائي النطق من إهمال حالة التلعثم عند الأطفال خصوصاً وأنه قد يكون سبباً في انخفاض مستوى الثقة بالنفس لدى الطفل، شعور القلق بشأن التحدث، تجنب الحديث أمام الآخرين، فقدان المشاركة والنجاح الاجتماعي والمدرسي والعملي والتعرض للتنمر أو المضايقة.

وأكد أن هناك العديد من الأساليب المتاحة لعلاج الأطفال والبالغين الذين يعانون من التلعثم، والتي يمكن تحديدها بعد تقييم شامل على يد أخصائي أمراض النطق، وبعدها يتم اتخاذ قرار بشأن أفضل نهج للمعالجة. منوهاً بأنه يمكن ألا تقضي المعالجة على التلعثم بشكل كامل، ولكن يمكنها تعليم مهارات تساعد على تحسين طلاقة الكلام، تطوير التواصل الفعال والمشاركة الفعالة في المدرسة والعمل والأنشطة الاجتماعية.

اشترك في نشرتنا الالكترونية